ترجمة المدونة

الأحد، 17 يناير 2016

الفساد في مشروع زراعة القمح

نشرت من طرف : تنفيذا لما ألتزم به الرئيس فى تمبدغه : حساب خاص لترقية التنمية الحيوانية (بيان وزاري)  |  في  2:40 ص

يشهد مشروع تجربة زراعة القمح في موريتانيا تحايلا وتواطؤا مكشوفين، وتلاعبا كبيرا بالأرقام  الرسمية التي تتحدث عن المساحات الواسعة المزعوم أنها مزروعة،
ونتائج الحصاد الكاذبة الخاطئة.



لقد تحول مشروع زراعة القمح في موريتانيا من حلم قومي كبير طالما راود المخلصين من أبناء الوطن إلى فبركات إعلامية ووكر للفساد والاختلاس، وفرصة ذهبية للسرقة والتلاعب بطموحات شعب ومقدرات دولة،

حيث تواطأت الجهات المشرفة مع بعض فسدة المزارعين على المشروع لتستغل الآليات في استصلاح مساحات شاسعة لا يُستخدم منها في زراعة القمح إلا النزر القليل، سعيا للاستفادة من دعم 60% من تكاليف الاستصلاح،

كما نُهبت المُدخلات الزراعية من بذور وسماد وتم التلاعب بها بذات الطريقة المُـمنهجة، في ظل غياب تام لأي تفتيش رسمي وغفلة مقصودة من عيون الرقباء، فأضحى حال ثلّة اللصوص المتآمرة كما وصفهم ذات يوم الأحوصُ الأنصاري:
يمــرون بالــدهنـــا خفـافــا عيابــهم + ويرجعن من دارين بُجر الحقائب
على حين ألهى الناس جُلّ أمورهم + فنـدلا زُريـقُ المال نـدل الثعــالب

ولقد تضافرت عوامل كثيرة ومتعددة لتكون السبب المباشر في إجهاض مشروع زراعة القمح وتُحيله إلى ملاعب خـربة للفئران المفسدة وجحور منتنة لثعالب امتهنت المكر والخديعة والتحايل،

حيث يعاني المشروع من رداءة الاستصلاح وتأخر العمليات الزراعية بسبب أن أغلب المزارعين الجادين الأمناء ـ وقليل ما هم ـ لا يعاودون الكرّة في زراعة القمح، ومنهم من لم يقبل الدخول في المهزلة أصلا، نتيجة لضعف الإنتـاج وعدم جدوائية المشروع.

غير أن أكبر مشكلة أعاقت المشروع "الطموح" وتسببت في وأده قبل أن يولد هي رأسه الفاسد وإدارته المترهّلة المرتجلة، فقد عُين منسقه بناء على قرابته العائلية من شيخ مقاطعة روصو ورئيس الدولة، فانشغل في الجمع بين شتات المناصب المختلفة وانغمس في السياسة حتى أذنيه، وكان يُهيأ لأن يصبح خليفة لـ "العمدة المنتظر بنب ولد درمان"، وهو إلى جانب "انشغالاته" الجمّة مغرور ضعيف الخبرة عديم المبادرة وسيئ التعامل مع كادره الفني ومع الخبراء المصريين المشرفين ..
فحق لأهل "القمح" أن يتمثلوا + ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها + كُلاها وحتى سامـها كل مفلس

ولم يُخف الخبراء المصريون المشرفون على المشروع عن الجهات الرسمية حجم فساد إدارته وعدم أهليتها لتحمُّل أمانة المنصب، فقد بينوا بصراحة ـ إبان زيارة الأمين العام لمؤسسةOADA السنة قبل الماضية ـ أن الأرض في منطقة شمامه معطاء والمناخ ملائم، ولكن الجهات المعنية غير مبالية ولا متعاونة، وكان ذلك بحضور المنسق المسؤول..
لقد أسمعت لو نــاديت حيــا + ولكن لا حياة لمن تنـادي
ونارا لو نفخت بها أضـاءت  + ولكن أنت تنفخ في رماد

وفي ختام هذه الإشارات الخاطفة المختصرة أهنئ زميلي منسق المشروع وأطمئنه على مقعده الوفير ومناصبه المتعددة، فهو سليل الأسرة الحاكمة وأحد أشبال الزُّمرة الملكيّة المسلّطة على رقاب المستضعفين من أبناء الجنوب.. فقط أذكره بمقطع من قصيدة وعظية جميلة للشاعر أبي مدين الديماني:
تُب إلـى اللّه قبــل بغت الممـات + لا يَغُـرّنك ما تـرى من حيـاة
إن بغت الممــات ءات وحتـــم + عن قريب إتيــانُ ما هـــو آت
تب إلى اللّه لا تكن ذا تـــراخ + فالتراخي من موجبات الفوات
وتـــدارك ذمــاء عمرٍ تولّى + وانقضــى في تتبــع الشهــوات
واقض ما فات من صلاة وصوم + وحقـــوقٍ ضيّعتـــها وزكـــاة
وتجنّب طُرقَ الضلال ودعها + واقف قوما قفوا سبيل النجـاة
ربّ قلب قد كان للشر مأوى + صـار مأوى الخيرات والبركـات
إنما التوبةُ النصوح ملاك الـ + ـأمـر فاغسل بها طخـا العثــرات

وإلى أسبوع قادم وموضوع جديد .. أتمنى لكم "متابعة" مريحةعن موقع لكوارب
                       
                                                  بقلــم/ متــابــع


التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

back to top